كابول/27 صفر/10 برج العذراء/ باختر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على آل محمد الطيبين وعلى آله وصحبه أجمعين.
اما بعد:
معالي حسين إبراهيم طه – الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد مبيلا مبيلا وزير خارجية جمهورية الكاميرون، أصحاب السعادة وزراء الخارجية وممثلي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وممثلي الدول المراقبة والمنظمات!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
بداية، أود باسم إمارة أفغانستان الإسلامية وشعبها أن أشكر حكومة وشعب جمهورية الكاميرون على استضافتها الاجتماع الـ50 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. كما أود من هذا الاجتماع، كممثل لإحدى الدول المؤسسة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن أعرب عن خالص امتناني للأمين العام للمنظمة معالي حسين إبراهيم طه، على قيادته الحكيمة لهذه المنظمة ونجاحها.
السادة والسيدات!
يسعدني أن أشارك في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي نيابة عن بلدي أفغانستان. وبعد عقود، حيث لم يعد هناك وجودا لجنود أجانب ولا حروب داخلية. لقد تم القضاء تماما على الاحتلال العسكري والفكري الغربي لأفغانستان. لقد تم القضاء على جزر السلطة في البلاد وأصبحت الأرض بأكملها في يد حكومة مركزية قوية ملتزمة ومسؤولة.
وبعد عدة عقود، ولله الحمد تتمتع أفغانستان بالأمن والاستقرار الكاملين؛ وتم القضاء على الفساد في الإدارات الحكومية. لقد تم حظر زراعة وتجارة جميع أنواع المخدرات بشكل كامل. ومن أجل تحقيق أولويات البلاد وشعبها، وتحقيق التنمية المتوازنة، يتم جمع الإيرادات من جميع أنحاء البلاد إلى الخزانة المركزية للدولة، ويتم تمويل الميزانية الوطنية لأفغانستان بنسبة 100 بالمائة من الإيرادات المحلية. وأصبحت أفغانستان الآن صاحبة مثالا في القوة الأمنية التي تنتصر وتحمي حرية واستقرار البلاد والمواطنين، وتلعب دورها البناء في استقرار المنطقة من خلال استقرار بلدها. لكن أفغانستان، التي تأثرت بعقود من الحروب، تعاني أيضاً من مشاكل. قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتجميد أصول بنك أفغانستان بمليارات الدولارات؛ لقد تم فرض عقوبات اقتصادية غير عادلة على أفغانستان؛ وبطريقة غير عادلة، سُلب منه الحق المشروع في الشكليات، كما سُلب منه حق التمثيل في المنظمات الدولية المتخصصة الذي لا يمكن إنكاره، وبالإضافة إلى ذلك، فقد أصبح هدفاً لحرب دعائية منتظمة وموضوعاً للتجسس، والتقارير المتحيزة.
وبينما تعمل إمارة أفغانستان الإسلامية ليل نهار على حل المشاكل وحققت إنجازات كبيرة في هذا الصدد؛ لدى منظمة التعاون الإسلامي طلبان من الدول الأعضاء وجميع الدول الإنسانية في العالم:
طلبنا الأول هو أن تبذل جميع الدول جهودًا جادة للإفراج عن جميع أصول المالية المجمدة للبنك المركزي الأفغاني وإزالة القيود الاقتصادية، وقيود السفر عن مسؤولي الإمارة الإسلامية. ولقد تسببت هذه العقوبات في تعليق الأعمال الأساسية للبنك المركزي الأفغاني، وتباطؤ النمو الاقتصادي في أفغانستان والتجارة الإقليمية، وإقامة علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف. ويحدونا الأمل في ألا يتم نقل السلوك في زمن الحرب إلى مرحلة السلام. فهل من المنطقي أن تضطر الدولة المضيفة إلى أخذ إذن من الأمم المتحدة بسبب دعوة وزير خارجية دولة ما؟ أليس هذا النوع من السلوك يشكك بقوة في عدالة النظام الدولي الحاكم؟
مطلبنا الثاني هو أن تدخل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ودول العالم الأخرى في شراكة اقتصادية وتجارية مع أفغانستان في إطار المصالح المشروعة المشتركة، والسياسات الأمنية والخارجية المتوازنة والموجهة نحو الاقتصاد وعزيمة سياسية صادقة وقوتها البشرية الرخيصة والميسورة التكلفة هي فرصة إقليمية لا مثيل لها، وسيادتنا الوطنية ومصالحنا المشروع ليس لها حدود.
أعزاء الحاضرين!
إن أفغانستان، باعتبارها بلدا حديث عهد بخروجها من الحروب التي دامت عقودا من الزمن، لديها تصميم صادق على نسيان تجارب الماضي المريرة وبدء علاقات جديدة وثيقة مع دول العالم على أساس المصالح المشروعة المتبادلة. لدينا رسالة سلام لأنفسنا وللعالم، ونؤكد لدول المنطقة والعالم أن أراضينا لن تستخدم ضد أحد. وقد أثبتنا هذا الوعد عمليا في السنوات الثلاث الماضية. ونطلب من دول العالم أن تتفاعل مع أفغانستان بطريقة مماثلة، وبدلا من الافتراضات والتحليلات الأحادية المتحيزة المبنية على التجارب الفاشلة السابقة، ندعوها إلى التفاهم المبني على الحقائق الجديدة الواقعية.
وأفغانستان، شأنها شأن جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، تنظر بإيجابية إلى جميع دول العالم وتطالبها بالتفاعل الإيجابي.
أعزاء الحاضرين!
وسيكون من الظلم الكبير والجفاء أن لا أذكر قضية فلسطين المظلومة، التي تشكل الفلسفة الوجودية لمنظمة التعاون الإسلامي، في الاجتماع لوزراء خارجية العالم الإسلامي. منذ القرن الماضي، هناك حرب لتدمير الشعب الفلسطين الأبي المظلوم بكل مايعنيه من كلمة وحجارتها، وخاصة منذ العام الماضي والإبادة الجماعية التي تجري بطريقة سريعة من قبل الكيان الصهيوني هي فريدة من نوعها في التاريخ البشرية. ورغم مرور عام، لم يفشل النظام الدولي الحاكم في الإمساك بيد الظالم فحسب، بل يحظى بدعم مالي وعسكري ودعائي ضد المظلوم. وهذا الوضع ليس له ما يبرره بأي حال من الأحوال.
وصرح معالي الوزير، بأن الوضع الحالي في فلسطين لا يمكن تبريره، وإن هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع الدول وخاصة منظمة التعاون الإسلامي أن تعمل بشكل عاجل على إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وإذا لم نقوم بحل هذه القضية فنحن مسؤولون أمام الله عزوجل يوم القيامة.
شكرًا لكم على اهتمامكم!
والسلام علیکم ورحمةالله و برکاته