فرض ضرائب طائلة على المهاجرين الأفغان في إيران

كابول/17 رجب المرجب/29 برج الجدي/ باختر
اتخذت إيران مؤخرًا قرارًا بفرض ضرائب ضخمة على المهاجرين الأفغان، مما جعل استمرار حياتهم في إيران أمرا مستحيلا.
حاليًا، تم تجميد جميع الحسابات المصرفية للمهاجرين الأفغان في مدينة كرمان الإيرانية، وتم فرض ضرائب بمليارات التومانات على كل أسرة مهاجرة.
يُقال إن هذا الإجراء بدأ من مدينة كرمان، وهناك مخاوف من أن يشمل جميع المهاجرين الأفغان في إيران.
أدى تجميد الحسابات المصرفية وفرض الضرائب الطائلة إلى ردود فعل غاضبة من المهاجرين الأفغان. ففي ولاية كرمان، تجمع مئات المهاجرين الأفغان أمام إدارة شؤون الأجانب والمهاجرين، محتجين على هذا القرار الجديد.
وأشار بعض المهاجرين، عبر صور ورسائل صوتية ومقاطع فيديو أرسلوها من تجمعهم في كرمان، إلى أن هذا القرار جعل استمرار حياتهم في إيران أمرًا مستحيلًا.
يقول بعض المهاجرين الذين تحدثوا لوكالة أنباء باختر إن السلطات الإيرانية أغلقت في البداية حساباتهم البنكية، وعندما توجهوا إلى البنوك لرفع الحظر، أُحيلوا إلى إدارة الضرائب لدفع مبالغ طائلة من الضرائب.
ويضيف البعض أن مكاتب الضرائب المحلية أبلغتهم بأنهم ملزمون بدفع 40% كضريبة عن الفترة التي كانت فيها حساباتهم البنكية نشطة.
معظم المهاجرين الأفغان في إيران هم عمال يوميون يعتمدون على الحسابات البنكية لدفع إيجاراتهم وفواتير الماء والكهرباء.
أحد هؤلاء المهاجرين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لوكالة أنباء باختر:
“إيران قامت دون أي إخطار مسبق بتجميد جميع حساباتنا البنكية وفرضت على كل واحد منا ضرائب تتراوح بين مليار و15 مليار تومان. نحن مهاجرون عاديون نعيش على دخل يومي بالكاد يكفينا، بينما لا تفرض مثل هذه الضرائب على التجار والمستثمرين الأجانب.”
وأضاف:
“أنا عامل بسيط أعمل تحت تهديد الاعتقال أو الترحيل، ودخلي الشهري لا يتجاوز 13 مليون تومان. بالكاد أستطيع توفير الطعام، ومع ذلك فرضوا عليّ ضرائب بمليار تومان وقالوا إنه إذا لم ندفعها، فعليكم مغادرة البلاد.”
يدعو هذا العامل الأفغاني إيران إلى التوقف عن اختلاق الأعذار وعدم مواصلة مضايقة المهاجرين الأفغان الذين يعيشون ليلا ونهارا بأدنى ظروف المعيشة والعمل.
امرأة مهاجرة تعيش مع أطفالها في إيران، ذكرت أن السلطات فرضت عليها ضريبة بقيمة 250 مليون تومان رغم أنها لا تملك أي مصدر دخل. وقالت:
“إيران تسعى بهذه الإجراءات إلى جعل الحياة مستحيلة للمهاجرين الأفغان.”
وأشارت وكالة أنباء باختر إلى أنها حاولت مرارًا الحصول على تعليق من السفارة الإيرانية في كابول، لكن دون جدوى.
وقد دعا هؤلاء المهاجرون الإمارة الإسلامية إلى التدخل عبر القنوات الدبلوماسية لحل مشكلتهم في إيران.
يأتي هذا في الوقت الذي وعد فيه المسؤولون الإيرانيون في لقاءاتهم مع الدبلوماسيين الأفغان بحل مشاكل المهاجرين، إلا أن هذه الوعود لم تنفذ بعد.
وأكدت الإمارة الإسلامية مرارًا أنها مستعدة لاستقبال العائدين الأفغان، لكنها شددت على ضرورة أن تكون هذه العودة طوعية.