التضحية على الطريقة الإبراهيمية؛ لقد ترك إسماعيل هنية درسا عظيما للعالم الإسلامي بأكمله

كابول/26 محرم/11 أسد/ باختر

مقالة يومية

الدكتور إسماعيل هنية القائد السياسي الحاذق والسياسي المحنك والمجاهد والمثابر لحركة حماس في فلسطين، الذي قضى معظم حياته البالغة 61 عاما في الخنادق والسجون والهجرة والمنفى والجهاد على طريق الدفاع عن دين الإسلام الحنيف والقدس، استشهد أخيرا بالروح الطاهرة. لقد استشهد في هجوم جبان وغير مبرر من قبل العدو الجبان وانضم إلى ملايين الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم رخيصة في سبيل الإسلام والمسلمين والدفاع عن أعراضهم، فهنيئا له الشهادة.

استشهد المجاهد البطل المغوار الدكتور إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، الاستشهاد الذي أحزن بفراقه ملايين المسلمين في العالم، لكن يجب أن أقول إنه إذا أراد المسلمون اليقضون فإن استشهاد الدكتور هنية يمثل فرصة جيدة للتذكر والإتفاق والترصد للعدو وعدم التخاذل.

إن استشهاد هذا البطل المغوار يحمل في طياته عدة رسائل مهمة ينبغي التفكير فيها.

الأول: أن يكون جميع زعماء العالم الإسلامي على استعداد تام لتقديم أي نوع من التضحيات مثل الشهيد هنية، لأنه ضحى أولاً بجميع أفراد عائلته ثم بنفسه في طريق الجهاد، لكن للأسف الشديد أن بعض من يسمون نفسهم وانتمائهم للمسلمين، رمى بنفسه وعائلته بين طيات الغرب والكفر والالحاد فرارا وخوفا من الهلاك.

ثانيا: شهادة إسماعيل هنية تبين أن العدو يقظ ونشط يراقب المسلمين في كل لحظة ويستهدف أولئك الذين يحاولون من أعماق قلوبهم ويريدون انتصار المسلمين والإسلام.

ثالثا، إن استهداف هنية في قلب إيران يظهر ضعف المسلمين من حيث العدة والعتاد من الدفاعية والعسكرية، وعلى العالم الإسلامي أن ينتبه جديا في هذا الصدد وأن يتسلح بالسلاح  الحديثة والتكنولوجية الفتاكة، وإلا فإن المستقبل سيكون أكثر قتامة بالنسبة للمسلمين، وسوف نكون مسؤولين أمام الله عزوجل بعدم تعلمنا وتسلحنا بالعتاد الحديثة، لقول الله عزوجل: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) الآية.

وأخيرا، أن غالبية الدول الإسلامية تكتفي بالإدانة في مثل هذه المواقف فقط، وهي مواقف سياسة بحته لا تصب في مصلحة مستقبل المسلمين، ولا بد من اتخاذ بعض الخطوات الصارمة والملموسة في هذا الصدد.

رحمه الله الدكتور المجاهد البطل إسماعيل هنية وأسكنه فسيح جناته، يمضي الأبطال بأرواحهم الطاهرة والدماء الزكية وتبقى ذكرياتهم خالدة.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى